الكاتب: ياسر أبو شوصاء.
وبحسب المثل العربي: ما شبيت عليه شبت عليه، العي، والجهل،
والكسل، وعدم الشعور بالمسئولية، أسباب تجعل المرء يتكل على
غيره،
وهذه الخصال كلها متوفرة في نظام علي عبد الله صالح، العسكري
الجاهل العي، الفاقد لأي شعور بالمسئولية،
لقد سئل عن الطريقة التي أوصلته للرآسة فقال مرة إنه دعاء الوالدين، وحينما
استنكر عليه الناس ذلك، قال مرة ثانية إنه القضاء والقدر.
قد يستغرب بعض من لم يطلع على تاريخ علي صالح منه هذا الكلام، فيظن بان علي
صالح لا يريد الإفصاح عن الطريقة السياسية الناجحة في الحصول على الرئاسة " سر
المهنة"
والحقيقة هي أن علي صالح مقتنع بكلامه فلا لوم عليه، في دعوى دعاء الوالدين،
وأما ادعاء معرفة القضاء والقدر فصنف من دعوى علم الغيب ولكن مثل علي صالح لا
يمكنه معرفة ما يؤول إليه كلامه في نظر علماء الكلام،
وقد اجتمعت الصفات المتقدمة في جوابه هذا، فدعواه بالقضاء والقدر جهل بالدين
والعقيدة الإسلامية لأنه من علم الغيب ومعرفة الغيب يحتاج إلى وحي وقد انقطع
الوحي بنبوة محمد (ص) إضافة إلى جهله العام بكل شيء اللهم إلا بأساليب النصب
والاحتيال " فبــدة " ولا شك أن الكسل عن التعلم لدينه وأخلاق مجتمعه وما
يحتاج إليه في حياته قد نتج عنه هذا الجهل المركب،
وأما ادعاؤه بأن دعاء الوالدين هو الذي أوصله إلى سدة الحكم والسلطة في اليمن،
فلأنه أصلا يعلم بأنه لا يمتلك أيا من مؤهلات السلطة، لا من حيث الكمال
البدني، ولا العقلي، ولا العلمي ولا الأخلاقي والسلوكي، ولا المالي، فهو يظن
بأن والديه قد اختاراه ليكون رئيسا لليمن، وقد يرد عليه الناس بأن والدين لكل
شخص فلما ذا لم يحسنوا الاختيار في دعاءهم، ولكن لو كان ذلك كذلك لتزاحم الناس
على السلطة ومن ثم يضطرب الأمر.
وكون الأمير سلطان بن عبد العزيز هو من اختاره ليكون رئيسا لليمن، و إقناع
الشيخ عبد الله الأحمر الذي كان مستغربا جدا أن يكون علي صالح الذي عبر عنه
براس أصبعه الخنصر يصبح رئيسا لليمن، ولولا اتصال من سلطان استدعى فيه الشيخ
عبد الله بالسفر إليه إلى السعودية فسافر من ساعته وعاد في الصباح ليقول
للمشايخ المجتمعين في بيته: أقنعونا بعلي عبد الله صالح وألزمونا بمساندته.
يعني السعوديين، وهذا كلام خطير جدا ولكنه بالفعل قد وقع بحسب ما حدثني به أحد
المشايخ الحاضرين آنذاك، وهي رواية متوافقة مع ما كتبه الشيخ عبد الله في
مذكراته،
إذا فعلي صالح الذي يعرف من نفسه ما لا يعرفه الآخرون يعيش مفاجأة لم يصح منها
حتى الآن، فمرة يقول :قضاء وقدر، ومرة: دعاء الوالدين. وكلاهما يعودان إلى
معنى واحد، وهو أن الله قد اختاره إما بسبب دعاء الوالدين، وإما بالقضاء
والقدر،
والذي خفي عليه هو أن اختيار سلطان له قد جاء عن دراسة استخباراتية، مفادها أن
هذا أصلف أهل اليمن وأشأمهم على الإطلاق، فحري بهم أن يولوه السلطة ليجعل من
اليمن" مهزلة " ومسخرة " ومضربا للأمثال"
ولكن علي صالح لا يزال لا يعي ذلك حتى الآن لأن الجعل لا يتأفف من بيئته التي
انطبعت خلقته عليها بل قيل أنه إذا قرب إليه المسك مات من رائحته، فهو لا يزال
يرى أن الحظ السعيد هو السبب في جعله رئيسا ، ومن هنا حكم بلا إبالية ولا شعور
بمسئولية، وبقي متكلا طوال ثلاثين عاما على المساعدات الخارجية، ومستندا
بالدرجة الأولى على المساعدات المالية السعودية، بل وبدلا من العمل على
استغناء اليمن عن هذه المساعدات راح إلى تكريس حالة البؤس والفقر والأحداث
ليبقى اليمن وعاءا للمساعدات والهبات والتبرعات الخارجية.
وكلما احتاج إلى مزيد من المال كلما اختلق المزيد من المشاكل والأحداث، ومنها
على سبيل المثال لا الحصر القاعدة، لقد اختلق القاعدة وزرعها كما يزرع الفلاح
أشجاره، وذلك لكي يستغلها وآخر استغلال لها أنه انظم إلى مكافحة الإرهاب ليحصل
على دعم مالي وعسكري من الغرب، المتحالف ضد الإرهاب، وما قصة تسليم المؤيد
والحيلة إلى الغرب إلا واحدة من هذه الصفقات، ولا أدري هل المؤيد والحيلة قد
وعيا الأمر بعد سنوات من السجن في قوانتنامو، أم لا يزالان يجهلان القصة؟
وكذلك صفقة الحارثي الذي لاحقته الطائرات الأمريكية في مأرب وقتلته، وصفقة
الفضلي الذي طلب منه علي صالح أن يقدم معلومات هامة عن القاعدة للأمريكان ،
وصفقة قاسم سلام وإعطاء الأمريكان معلومات عن العراق،
ومنها: القرصنة في البحر .
الأحد 09 أغسطس 2009, 9:40 pm من طرف بدراليمن