صرخة حق اعضاء المنتدى
عدد الرسائل : 9 العمر : 34 الهواية : قول الحق تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| | الإمام زيد والعقــل | |
للعقل مساحة محددة يمكنه أن يتحرك فيها ويهيمن عليها، لايمنعه عنها مانع ولاتحبسه عنها قداسة، ويفترض أن يحكم فيها ويتعامل معها بطريقته الموضوعية، ولكن كثيراً من العوامل والظواهر المختلفة تغلبه عليها، كالعاطفة، والتعصب، والأنانية، وكل مايسبق إليه الشعور ويتأخر عنه الفكر، وهنالك مساحات أخرى لايمكن للعقل أن يتعدى إليها أو يحكم فيها، كالقضايا الغيبية والأمور التعبدية وكل ما وراء الطبيعة.
ومن خلال هذه الرؤية يبدو لي أن الإمام زيداً تعامل مع العقل، فإنه في الوقت الذي استرشد به للوصول إلى كثير من الحقائق المحسوسة؛ لم يلتفت إليه إذا تطلَّع إلى معرفة ماوراء الحِسّ، وقصر ذلك على توجيهات المعجزة الخالدة (القرآن الكريم)، وأكد على ضرورة أن يمضي العقل وفق توجيهاته، فقال في مقدمة كتاب الإيمان: (( أوصيكم أن تتخذوا كتاب اللّه قائداً وإماماً، وأن تكونوا له تبعاً فيما أحببتم وكرهتم، وأن تتهموا أنفسكم ورأيكم في مالايوافق القرآن، فإن القرآن شفاء لمن استشفى به، ونور لمن اهتدى به، ونجاة لمن تبعه، من عمل به رَشَد، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فَلَج، ومن خالفه كفر، فيه نبأ من قبلكم، وخبر معادكم، وإليه منتهى أمركم ))
وقد عمل الإمام زيد في كتبه ورسائله وسائر مواقفه على استثارة العقل ـ في مواقعه ـ للتدخل في فصل بعض النزاعات والتنبيه على الأدلة، والربط بين الشاهد والغائب، وأرخى زمامه للاستيحاء من حركة التاريخ والاستدلال بالحوادث والسنن التاريخية الدارجة.
| |
|
الأحد 19 أبريل 2009, 3:03 am من طرف ابوهاشم اليماني