أُفٍ لكم لقد سئمت عتابكم أرضيتم بالحياة الدنيا عن الآخرة عوضا وبالذل من العز خلفا إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة ومن الذهول في سكرة ما أنتم لي بثقة وما أنتم بركن يُمال بكم ما أنتم إلا كأبلٍ ظل رُعاتها فكلما جُمعت من جانب أنتشرت من جانب آخر تُكادون ولا تَكيدون وتُنتقصُ أطرافكم فلاتمتعضون ولا يُنام عنكم وأنتم في غفلة تاهون غُلب والله المتخاذلون والله إن إمرءً يمكّن عدوه من نفسه يعرق لحمه ويهشم عظمه ويفري جلده لعظيم عجزه ظعيف ما ضمت إليه جوانح صدره ـــ أنت فكن ذلك إن شئت فأما أنا فوالله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرقيه تطير منها فراش الهام وتطيح السواعد والأقدام ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء.