القائد المجهول عضو مشارك
عدد الرسائل : 256 العمر : 36 الموقع : حوث الهواية : قدما قدما فكل اعضائي سلاحا .اللغات وتصاميم قواعد اتصالات تاريخ التسجيل : 31/05/2009
| | من الصحف الاسرائيليه سنتان من حصار غزه ما الي جنيناه | |
<table id=table166 style="FLOAT: left" cellSpacing=0 cellPadding=0 width=220 border=0><tr><td vAlign=top></TD> <td></TD></TR> <tr bgColor=#66ccff><td bgColor=#ffffff> </TD> <td class=Title2 dir=rtl align=right bgColor=#ffffff></TD></TR></TABLE>
"سنتان على حصار غزة... ما الذي جنيناه؟" مر عامان على فرض الحصار على قطاع، من ما زال، اصلا، يتذكر اهدافه؟ وكيف تحول المواطنون الفلسطينيون هناك الى الهدف الاساس والمركزي لاجهزة الأمن الإسرائيلية؟ ومنذ ذلك اليوم الذي تقرر فيه عدم دخول وخروج بضائع واشخاص من القطاع واليه، اصبح الحصار محكما.
احدى المفارقات الكبرى والمنافية للمنطق هي السياسة الإسرائيلية التي تفرض نظام حمية على 1.8 مليون نسمة في قطاع غزة. وهذه السياسة لا تنبع من "دوافع صحية" وتصل الى حدود التسبب في تجويع السكان.
ان السيطرة التعسفية للمؤسسات الإسرائيلية التي تفرض انتهاج السكان هناك نظام تغذية متوازن يضطر في اعقابه هؤلاء، جراء البطالة والحصار، الى التوقف عن الذهاب الى معاهد التربية البدنية...هذه السياسة تنبع من حاجة استحوذت على قادتنا للتحكم في حياة السكان الفلسطينيين واذلالهم.
إن سياسة الحمية الإسرائيلية التي تقرر اي مواد غذائية يسمح بدخولها الى القطاع، واي مواد لا يسمح بها، تسحب البساط من تحت اقدام الادعاء الإسرائيلي السخيف بان إسرائيل فكت ارتباطها بالقطاع ولم تعد لها سيطرة على مجرى الحياة هناك، فاستمرار المسؤولية الإسرائيلية عن نقاط العبور الى القطاع، وسيطرتها الحصرية على من يدخل اليه ويخرج منه اضافة الى وسائل العقاب الجماعي التي تمارسها... كل هذه الامور لا يعني ان الاحتلال قد انتهى، بل انه اصبح أكثر تطورا واحكاما.
الحماقة والروح الشريرة الكامنة في الحمية المفروضة على الفلسطينيين، هي الابن غير الشرعي لوزارة الدفاع بكل أجهزتها ،ولمنسق اعمال الحكومة في المناطق المحتلة وقيادة التنسيق والارتباط فيها. وبحسب ما نشر، فقد تشاور هؤلاء مع الامم المتحدة التي لم تتجاوب مع ادعاءاتهم.
لقد ادعوا ان إسرائيل حريصة على المحافظة على الحد الادنى المطلوب لضمان معيشة سكان القطاع دون التسبب في كارثة انسانية. ولكن اي جهاز شرير اقامته السلطات الإسرائيلية لقياس التأثير المتراكم لهذه الحمية الخرقاء المفروضة منذ عامين؟ فمشاركة اطباء في تشكيل لائحة المواد الغذائية للفلسطينيين في القطاع هو امر خطير ويتعارض مع الاخلاقيات الطبية.
هذه المشاركة تذكرنا بوضع يشارك فيه الاطباء كمراقبين على وسائل التعذيب، حيث يعتقد بعض منهم ان معاينة الشخص الذي يتعرض للتعذيب قبل وخلال التحقيق، تحميه من اضرار جسدية لا يمكن الشفاء منها. والحال ان مبادئ الاخلاقيات الطبية تلزم طواقم الاطباء بالعمل بما هو في مصلحة المرض، اذ ان القحط لم يحل بالقطاع، فسوء التغذية هناك لم تفرضه احدى كوارث الطبيعة، بل يتعلق الأمر هنا يتعلق بعملية تجويع متعمدة يمكن في كل لحظة ايقافها.
وتصبح الحجة الأمنية خطة شيطانية عندما يوضح البعض ان ادخال السلع الغذائية من دون قيود يتيح لقادة حماس الاستمتاع بغذاء جيد ونحن لا نريد لهم ذلك. ولكن ما الرابط بين منعهم من الاستمتاع بالطعام وبين أمن إسرائيل؟ فحين لا تدخل السلع الغذائية بطريقة رسمية، فانها تهرّب عبر الانفاق التي تسيطر عليها حركة حماس، وبهذا الشكل فانها تصل الى المقربين من الحركة والى الاغنياء القادرين على دفع اثمانها.
وفي كل الاحوال فنحن نبقي الفقراء يواجهون سوقا، العرض فيه قليل والثمن باهظ. وحتى لو فاض هذا السوق بالسلع فلا شك انها لن تصل الى من هم بحاجة اليها.
هذا التلاعب بالكلام وكأن ثمة حفاظا على خط أحمر في هذا الشأن، غير مقبول في واقع يعاني فيه النساء الحوامل والرضع والاولاد من انيميا معروفة اضرارها بالنسبة الى النمو الجسدي لهؤلاء.
والسؤال هو: من فحص كيف ينمو ويترعرع طفل يولد داخل هذا الهرم الغذائي؟
ليتكرم اولئك الخيراء في شؤوننا الأمنية، بالكشف لنا عن ماهية الصلة الوثيقة بين أمن إسرائيل والانيميا التي يعاني منها الاطفال الفلسطينيون؟
بين العامين 1946 - 1947 تسبب بعض الطفيليات في اتلاف محصول البطاطا في ايرلندا، ولكن السياسة البريطانية آنذاك كانت هي المتسبب في حالة المجاعة التي اعقبت ذلك. لقد درج الايرلنديون على القول ان الرب تسبب في اتلاف محصولهم، لكن البريطانيين هم من تسببوا في تجويعهم.
وبالنسبة الى قطاع غزة فإسرائيل هي من انزلت به الدمار والمجاعة. وبفعلها هذا احدثت إسرائيل اعاقة في نفوس مواطنيها وعلى الرغم من اننا نعلم جيدا بان الحصار لم يعد علينا بأي فاتورة، وان أمننا لن يضمن والجندي الاسير لن يعود، فإننا نصر بعناد على مواصلة الحصار.
ربما آن الآوان لنقول: كفى!
بقلم: هداس زيف- "يديعوت أحرونوت" - الخميس 25/6/2009 (ترجمة : قسم الشؤون الإسرائيلية في قناة "العالم")
|
| |
|