لله درك أيها الشهيد .. أيها المجاهد سراً..
يا من حمل الزاد وشدّ العتاد .. فيمم وجهه شطر كربلاء..
هناك كان الموعد .. وأي موعد ..
تبعك شعاع القمر..
واختفت النجوم حياءً منك ..
لوجهك القدسي ..
ذرفت السماء دموع الندى ..
يا ولدي..

قبل بزوغ الفجر حثّ المسير..
علم كيف تكون خطاه..
كيف شقّ صدر الأرض..
يرفع ظلام الليل عن وجه الشمس..
فأضحى اللقاء .. طرفة عين..
فاعتلى عرش الشهادة ..
في موكبٍ ملائكي ..


ولدي..
كنت تنساب مع نسيم الفجر ..
تجاورك أنغام الطيور..
صلاة .. دعاء .. استغفار ..
يودّعك سواد الليل بذاك الوشاح الأسود ..
ساكناً بين طيّات الظلام..
لتنثر النجوم الوصية والذكرى.. كالورد..
يعطّر المدى عبير الحرية والشذى..
يطوف من الأرض .. يبارك التراب
ويسرح إلى همس اللقاء ..
يغفو على ألحان الانتظار ..
فالموعد يا ولدي آتٍ..
قبل الصلاة.. وأي صلاة ..
يومٌ من هو الجمعة ..
رصيد تاريخ ومرجع بطولات ..
في عنوان مقاومة ..
قلت وداعاً..
نقول لا .. إلى اللقاء..
هناك في جنة الموعد واللقاء ..
محتارون نحن محتارون..
تذوي الكلمات على الشفاه ..
ولا كلام..
عمّ صنعته شهادتك في نفوسنا ..
فتارةً نبكي وقد يكون بكاء الفراق..
وتارةً نفرح .. لشهادتك .. لعزتك..
فبالأمس كنت بيننا تزيّن جمعنا..
واليوم رحلت دون وداعنا..
فما أصعب رحيلك يا بني..
أيها البطل المجاهد..
ما أقسى هذه الحياة إذا فرّقت أيامها بين الأحباء ..
لك سنبقى أوفياء ..
على خطك ونهجك..
ولن ننسى..
كلما أشرقت الشمس ..
فيها بريق عينيك..
وصورة بسمتك .. لا يمحوها رياح.. مهما عتت..
وتبقى ذكراك .. خالدة للأبد ..
فهنيئاً لك..


ولدي.. أتيت لأحضن براءتك ..
لأغني لك أغنيات الطفولة..
هكذا يحترق القلب..
وتغلي العبرات ..
يتكلم الإحساس ..
حسين.. لماذا رحلت ..
هل لأنك أردت الابتعاد عن أهل الدنيا..
فتخليت عن زيف عيشهم ..
الحاجب عن ذكر الرحمن..
أم أنك اشتقت إلى وعده..
آه يا ولدي!
لو أني أستطيع أن أغوص تحت التراب..
خجلاً من صفاء روحك..
فأضمك إلى صدري..
لعلك حبيبي ..
تمسح دمعتي ..
وتخمد نار شوقي إليك..


حسين ..
كأنك لم ترحل..
أنا بانتظارك ..
يا فلذة كبدي..
أعوامٌ ود تكاد الذاكرة تنسى طولها..
أسكنت في قلبي الأسى..
لما تبقى من أعوامها ..
أنتم سراج الأمة..
والوهج النافذ.. والنصر الواعد..
أنتم يا أبطال حزب الله.وانصار الحق.
أنتم السابقون ..
ونحن اللاحقون ..
أعتذر يا بني..
لأني مهما كتبت ..
لن أكافئك ..
والدتك..