صارم الدين الزيدي عضو مشارك
عدد الرسائل : 306 العمر : 44 الهواية : لا يوجد تاريخ التسجيل : 24/11/2009
| | الرئيس صالح وسيده حسين | |
الرئيس صالح وسيده حسين
الجمعة 05-03-2010 01:12 مساءالكاتب عبد الباسط الحبيشي:أنتهت المعركة في صعدة بحمدالله ، لكن لم تنته الحرب التيإتخذت عدةمسارات سياسية وأرتبطت بأطراف محلية ودولية عديدة. ولم يعدالحاكم عليعبدالله صالح سيد الموقف كما كان في السابق القريب عندما كانتعمليةإيقاف الحرب الخامسة في صعدة لا تتطلب أكثر من مكالمة هاتفيةلذلك لجأللتعويض عن هزيمته بالتهكم على السجناء الحوثيين وذلك من خلالخطابه يومالثلاثاء 2 مارس 10 وسخريته بمستواهم التعليمي الرسمي البسيطمتناسياًبأنه لم يحصل هو نفسه على الإبتدائية عندما تولى الحكم ، ومحاولة إنكاربأن السيد/ حسين بدرالدين الحوثي سيده أيضاً إن هو زيدي المذهب كما يدعي، مثل ما أن الشيخ الشاطبي شيخه الطبيعي في منطقة سنحان إن كان هو منسنحان ، والأغرب أنه نصح بقراءة كتاب الشوكاني بدلاً من قراءة ملزمة سيدهحسين الحوثي كما ذكر مخاطباً أحد السجناء بأسلوب إستفزازي وإستعراضي أجوفيدل على عقدته بالدونية والنقص متشبهاً بالعلماء وهو نفسه لم يقراء لاللشوكاني أو ملزمة سيده حسين أو لغيرهما ، كونه لا يعرف من هو الإمامالشوكاني ومنحاه السلفي السني رغم بيئته الزيدية.لذا لزم التذكير بأن حرب صعدة الأولى إندلعت نتيجة فشل المناوراتالسياسية التي درج الحاكم صالح على اللعب عليها في إطار التوازاناتالسياسية داخل البلاد متماهياً مع طرف خارجي يمارس لعبته الطائفيةبمساعدة حزب التجمع اليمني للإصلاح الوجه الآخر للسلطة من خلال تكريسالمذهب الوهابي في محافظة صعدة ، التي تعتبر مركز المذهب الزيدي وقلعتهالعتيدة في اليمن ، وذلك من خلال مركز دماج والمدارس التابعه له منذالثمانينات من القرن الماضي. فتمادى هذا التبشير الوهابي في صعدة لدرجةإحتلال مساجد الشيعة الزيدية وإضطهاد علمائها ونشر الكتب المشوهة للشيعةفي إطار حملة طائفية محمومة ومنحطة أخلاقياً ودينياً.خروج حركة الحوثي إلى النور ، التي إنبثقت من حركة الشباب المؤمن التيساعد في إنشائها في التسعينات الحاكم صالح نفسه كجزء من لعبته علىالتوازنات السياسية حتى لا يطغى حزب الإصلاح على المشهد السياسي ، وضع حدلهذا التوغل الوهابي من خلال إعادة نشر وتثبيت المذهب الزيدي عن طريقمقارعة الحجة بالحجة والفكر بالفكر فكشف وأزاح الوهابية مما أحرجالحاكم صالح ومساعده السلفي الوهابي علي محسن الأحمر أمام الممول الداعمالخارجي للحركة الوهابية المتمثل بآل سعود ، فأضطر النظام إلى قمع حركةالحوثي بالقوة العسكرية فأندلعت حرب صعدة الأولى سنة 2004 وقتل قائدهاالسيد حسين بدرالدين الحوثي.لم تتمكن الحرب الأولى من تحجيم الزيدية وأنصارها كما كان متوقعاً بلضاعف من جذوتها ، فضلاً عن أنها زرعت منتفعين كثر من تجار السلاح ولورداتالحروب والطابور الخامس وغيرهم من الطوابير المختلفة وعلى رأس الجميعحاكم صنعاء الذي أعجبته اللعبة فاستمراء الإبتزاز الرخيص ضد دول الجوارعلى حساب اليمن ومواطنيه. فأندلعت الحروب العديدة منذ 2004 حتى وصلت إلىالحرب السادسة التي تضع أوزارها خلال هذه الأيام.بيد أن الحرب السادسة لم تنتهي على نحو ما أنتهت إليه سابقاتها بمكالمةهاتفية ، بل كادت أن تصل إلى صنعاء لو كتب لها الإستمرار أو لو كانللحوثيون مطامع سياسية في الحكم أو إستثمارات غير شريفة من إستمرار الحربكما يدعي الحاكم صالح. لذا تطلب ألإخراج لنهايتها العديد من الوقفاتوالمحطات السياسية الدولية والإتفاقات السرية مع العديد من الأطرافالإقليمية والدولية ، ولم يكن الأستاذ حسن زيد والشيخ على كرشة اللذانقاما بالوساطة إلا الواجهة المحلية لهذا الإخراج المحلي لمأزق حرب صعدةالسادسة الذي وقع فيه الحاكم صالح وشريكه اللدود علي محسن الأحمر.قبل أيام من مؤتمر لندن في شهر يناير أعلن السيد/ عبدالملك الحوثي القائدالميداني لحرب صعدة عن مبادرته لوقف إطلاق النار على الجبهة السعوديةوأعلن أيضاً بعدة أيام أخرى بعد مؤتمر لندن وقبل مؤتمر الرياض وقف إطلاقالنار على الجبهة اليمنية بحجة موافقته على الشروط الخمسة ، ثم الموافقةكتحصيل حاصل على الشرط السادس لاحقاً مما يدل على أن الحوثيين وأنصارهم ،هم الذين يمسكون بمبادرات السلم والحرب في آن ، كما يدل على وجود وساطاتإقليمية ودولية تواصلت مع الحوثيين لإخراج هذه المبادرات إلى العلن.وصول الحرب السادسة إلى نهايتها ليست بالبساطة التي أنتهت إليها بعد قتلوتشريد عشرات الآلاف من اليمنيين وإهدار ثروات طائلة من أموال الشعباليمني لولا وجود طرف خارجي دولي أراد إخراجها بهذه الصورة وإيقافها عندهذا الحد في هذه الفترة على الأقل حتى يتم ربط هذا التوقف بإنتظارالمسارات السياسية الأخرى التي ينبغي أن تلحق جميعها بإستحقاقات الحربالسادسة ومابعدها لتسير جميع المسارات دفعة واحدة في سياق سياسي يمنيموحد ليؤدي إلى النتيجة المرجوة إلتى تصب في مجرى الهدف الإستراتيجيالدولي الشامل للقضية اليمنية برمتها.المسارات السياسية الأخرى في اليمن تتمثل في القضية المركزية اليمنيةالأولى وهي القضية الجنوبية التي تطالب أطراف دولية وإقليمية من الحاكمصالح الإعتراف بها لكنه يتلكأ خوفاً من فقدان الكثير من مصالحه بما فيهاكرسي الحكم ذاته ، وهذا التلكؤ ليس من مصلحته ومصلحة اليمن وسيؤدي إلىمحاصرته بشكل تدريجي إلى نقطة القضاء عليه. ومن الجدير بالذكر هو أنه لمتكن لتوجد أي مشكلة يمنية بما فيها حرب صعدة لولا وجود القضية الجنوبيةلا سيما بعد حرب 94 حيث كانت الوحدة اليمنية بعد سنة 90 قد قضت علىالمعاهد العلمية التي كانت تدرس الوهابية خارج المنهج التعليمي الرسميويشرف عليها التجمع اليمني للإصلاح ، لكنها عادت بعد حرب 94 بوتيرةأقوى لدرجة أنها أرادت أن تستفرد بالساحة اليمنية وأن تقصي ماعداها وتقضينهائياً على المذهب الزيدي حتى في عقر داره محافظة صعدة.لكن تقلبات السياسة والمصالح المتشابكة في عالم اليوم جعل من الوحدةاليمنية مصلحة دولية وإقليمية وأعداءها في الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم ،ومن الأهمية بمكان لهذه المصلحة الدولية أن تحسم القضية الجنوبية ، وماتوقف الحرب السادسة لصعدة إلا لإعطاء الفرصة لحسم القضية الجنوبية وليسمن أجل وقف الحرب بحد ذاتها لأنه لم يعد هناك متسع من الوقت لاسيما فيمايتعلق بمسألة الصراع الدولي في منطقة الشرق الأوسط.إذاً بات الحاكم علي عبد الله صالح مطالب الآن وأكثر من أي وقت مضى في فتححوار حقيقي مع ألأطراف المعنية بالقضية الجنوبية في الداخل والخارج بحسبقرارات الأمم المتحدة الخاصة بوقف حرب 94 ولجوء الجميع إلى طاولة الحوارإذا أراد أن يضع حداً لانزلاق اليمن السريع إلى هاوية الفشل والتشضي. bassethubaishi@yahoo.com
http://www.almenpar.com/news.php?action=view&id=2088 | |
|