الجثةفي مقلب الإمامة ،
رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،
تجمعت من حولها النسور والتباب ،
وفوقها علامة ،
.تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة
دمعة على جثمان الحريةأنا لاأكتب الأشعار فالأشعار تكتبني ،
أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،
ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،
أأكتب أنني حي على كفني ؟
أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟
لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا،
وإرهابا
وطعنا في القوانين الإلهية ،
ولكن اسمها والله ... ،
.لكن اسمها في الأصل حرية
زمن الحميرالمعجزات كلها في بدني ،
حي أنا لكن جلدي كفني ،
أسير حيث أشتهي لكنني أسير ،
نصف دمي بلازما، ونصفه خبير ،
مع الشهيق دائما يدخلني، ويرسل التقرير في الزفير ،
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير ،
.في زمن الحمير
الأضحيةحين ولدت، ألفيت على مهدي قيدا ،
ختموه بوشم الحرية ،
وعبارات تفسيرية ،
" ياعبد العزى كن عبدا "
وكبرت ولم يكبر قيدي ،
وهرمت ولم أترك مهدي ،
لكن لما تدعو المسؤولية ،
يطلب داعي الموت الردا ،
فأكون لوحدي الأضحية ،
ردو الإنسان لأعماقي، وخذو من أعماقي القردا ،
أعطوني ذاتي كي أفني ذاتي ،
ردو لي بعض الشخصية ،
كيف تفور النار بصدري وأنا أشكو البردا ،
كيف سيومض برق الثأر بروحي مادمتم تخشون الرعدا ،
كيف أغني وأنا مشنوق أتدلى من تحت حبالي الصوتية ،
كي أفهم معنى الحرية ،
وأموت فداء الحرية ،
.أعطوني بعض الحرية
السلطان الرجيمشيطان شعري زارني فجن إذ رآني ،
أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان ،
وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي،
وأنصح الكتمان بالكتمان ،
قلت له : " كفاك ياشيطاني ،
فإن مالقيته كفاني ،
إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان " ،
فأطرق الشيطان ثم اندفت في صدره حرارة الإيمان ،
وقبل أن يوحي لي قصيدتي ،
." أعوذ بالله من السلطان " خط على قريحتي
قلة أدبقرأت في القرآن : " تبت يدا أبي لهب " ،
: فأعلنت وسائل الإذعان
" إن السكوت من ذهب "
أحببت فقري، لم أزل أتلو : "وتب " ،
" ما أغنى عنه ماله وما كسب "
فصودرت حنجرتي بجرم قلة الأدب ،
.وصودر القرآن، لأنه حرضني على الشغب