الكثير منا يعرف الأستاذ طارق السويدان والمعروف عنه أنه أستاذ كويتي محاضر ومقدم برامج دعوية ذات طابع ديني في عدة قنوات كالرسالة وإقرأ والنجاح وغيرها من القنوات وإيضآ له عدة محاضرات مسموعة ومرئية في كثير من المكتبات ..
المهم في الموضوع أنني إستمعت بالصدفة إلى شريط كاسيت فيه محاضرة للأستاذ السويدان بعنوان مقتل علي بن أبي طالب ! وأظنها حلقة من سلسلة محاضرات تتناول سرد لبعض صفحات التاريخ الإسلامي..
والذي أثار إستغراب وإستهجان كل من إستمع لهذه المحاضرة عدة نقاط ::

* أولآ: أن أكثر الكلام كان فيه تمهيد واضح لإيصال الناس إلى عهد معاوية وبني أمية.

* ثانيآ :فيها محاولة مبطنة لإفهام الناس أن فترة ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كانت فترة فتن وأنها سببت الخلافات بين الصحابة و تسببت في تعطيل الفتوحات الإسلامية وجرت الويلات والأطماع الخارجية على المسلمين وأوضح أنه مع ذلك كله كان علي بن أبي طالب عليه السلام وبلهجة مقصودة كان مشغولآ بعبادته وزهده و قيام الليل .

* ثالثآ : تجاهل فيها سبب تلك المآسي كلها وهي إنشقاق معاوية على ولي المؤمنين الذي بايعه المسلمون وعظم تلك المعصية عند الله وهي معصية الخروج على الإمام ؛ وتجاهل أن معاوية كان أول من أسس دولة منشقة عن الدولة الإسلامية وأنه قد جهز جيشآ لمواجهة الإمام والذين يقفون معه وهم أكثر وأفضل أصحاب رسول الله مستهينآ بقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله { اللهم والي من والاه وعادي من عاداه } ألم يكن ذلك عداء صريح من معاوية أم أنها كانت مجرد مزحة من الخليفة العظيم معاوية بن أبي سفيان كما يحبون تسميتة ..
وأيضآ أليسوا دائمآ يرددون حديث { لا تسبوا أصحابي } وحديث { سباب المؤمن فسق وقتاله كفر } فأين معاوية يا أستاذ طارق من هذا كله أم أن لديه حصانة ربانية أم أنكم قد عممتم قصة أن معاوية قد إجتهد فوق حرمات الله ورسوله ودماء المسلمين وضرب بالقرآن وأحاديث رسول الله عرض الحائط وأصبح هو مصدر تشريع مستقل حسب إجتهاده .

* رابعآ : حاول إفهام الناس بأن صلح الإمام الحسن مع معاوية شبه إعتراف بفضل معاوية متناسيآ السبب الرئيسي للصلح وهو خذلان أهل العراق للإمام الحسن وأنه كان قد جهز جيشآ لمحاربة معاوية ؛ كما أوضح بأن معاوية هو القائد المؤمن للفئة المؤمنة والذي يعلمه الجميع ويجمعون عليه أن معاوية كان قائد الفئة الباغية التي قتلت عمار وقد تجاهل إستاذنا قصة مقتل عمار وربما سها عنها لعدم أهميتها.

* خامسآ : بمجرد وصول القصة إلى عهد معاوية بن أبي سفيان أخد الأستاذ السويدان بوصف تلك الفترة بل وصورها بأنها أفضل فترة في تاريخ الإسلام وفيها عادت العزة والكرامة والبطولة والأخوة للإسلام وعاد الإسلام فيها ليزدهر من جديد بعد فترة ركود وهدأت الفتن وأستتب الأمن وأنتشر العدل بين المسلمين.

* سادسآ : أخذ الأستاذ يشيد ويمدح بل ويقدس معاوية بن أبي سفيان بصورة جعله فيها حسب مافهمناه من طريقة تناوله لسيرة معاوية بأن معاوية كأنه أفضل الصحابة على الإطلاق وكاتب الوحي وأنه الخليفة الحازم وأنه لم ينكث بصلحه مع الحسن وأنه بريء من دم الحسن بن علي ومالك الأشتر براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب كما شكك في قتل معاوية لحجر بن عدي كما برأ معاوية من قضية نسبة زياد بن أبيه إلى أبي سفيان بالرغم أن السويدان قد إعترف أن زياد إبن سفاح.

* سابعآ : وإيضآ تناول إستاذنا طارق السويدان سيرة مقتضبة ليزيد بن معاوية والذي صور للناس بأنه رجل مفترى عليه وأن الله قد غفر ليزيد ما تقدم من ذنبه وما تأخر لأن يزيد كان قائد جيش القسطنطينية المغفور لهم حسب زعمهم ؛ فإذا كان كلامه صحيحآ وكان يزيد قاتل الحسين بن علي وقاتل أهل البيت وآسر نساء بيت النبوة والذي أباح الحرمين وقاتل الصحابة إذا كان فعلآ مغفورآ له فمن الذي سيعاقب إذن وأي جريمة ستكون أكبر من تلك الجرائم إلا إذا كان لديهم إعتراف خطي بأن يزيد قد تاب بغض النظر عما رواه المؤرخون من أعمال يزيد كإباحة الخمور وقصص الغرام مع الجواري والأخدام والله أعلم.

* ثامنآ : أيضآ أشاد الأستاذ المحاضر ببعض الذين خاضوا الحرب ضد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أمثال عمرو بن العاص والذي حاول مبارزة امير المؤمنين وجهآ لوجه وحصل منه ما حصل و أيضآ بسر بن أرطأة الذي غزا الحجاز و اليمن و يذكر أنه قاتل أبناء عبيدالله بن العباس والي اليمن من قبل على بن أبي طالب ؛ وبعد ذلك قال أن معاوية قد أخطأ تلاثة أخطاء بسييييطة فقط : قتال علي وقتل حجر بن عدي وجعل الخلافة في يزيد ثم قال أن ما قدمه معاوية من محاسن ستغفر له تلك الأخطاء البسيطة.

* وفي الأخير كان الأستاذ المحاضر كثيرآ ما يحتج على بعض المؤرخين والرواة الذين كتبوا التاريخ تارة بحجة التشيع وتارة على أهل السنة بحجة التأثر كابن كثير والسيوطي والمسعودي وأنهم إدعوا على آل أبي سفيان بالباطل وأفتروا عليهم ما ليس فيهم .

* هذه بعض النقاط التي ركز عليها وبدون أي تعليق نتساءل لماذا هذا التحريف وهل المقصود به هو مواجهة ما يسمونه بالغلو في أهل البيت وسب الصحابة و هل سيؤثر ذلك في مستقبل الأجيال القادمة.؟
وأخيرآ إيراد هذا الموضوع لا نقصد به الإساءة لأحد ولا نقصد به التطاول على بعض الأفكار أو المعتقدات ولكل شخص كامل الحرية في أفكاره إذا إتضحت له الحقيقة والسلام.