( لا يواجَه الفكر إلا بالفكر )
تذكرت هذه المقولة فاستحضرت قضيتنا الحاضرة دوماً والمؤلمة جداً ( قضية صعدة ) ، ومشكلة المواجهة المسلحة بين
السلطة وأتباع الحوثي ، هذه القضية أو المشكلة التي بدأت – كما يبدو – إثر قيام أتباع الحوثي بترديد شعار البراءة من اليهود وأمريكا وإسرائيل ( الله أكير .. الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام ) يطريقة سلمية في المساجد والمناسبات المحتلفة وأثناء المظاهرات ,, ونحوها . رافق ذلك إلقاء العديد من المحاضرات الدينية والسياسية للسيد / حسين بدر الدين الحوثي ، وتسجيلها في أشرطة وسيديهات ، وإفراغها في ملازم ، انتشرت حينها هذه المحاضرات بشكل ملفت أغاظ السلطة فقامت – مع الأسف – بمصادرتها ومنع تداولها واعتقال من ينشرها أو يروج لها ، حتى اشتعلت المواجهات المسلحة بين الطرفين 2004م
كانت تلك المحاضرات تحمل في طياتها أدبيات الحركة وبرنامجها الفكري والسياسي وأهدافها العامة .
بعد حضر تداولها وبيعها في الأسوافق العامة لجأ أتباع الحوثي إلى نشرها عبر الإنترنت ، وكان موقع ( مجالس آل محمد ) المنبر الزيدي الحر الذي تبنى نشرها ، ليس عن إيمان بكل ما جاء فيها ولكن إيماناً منه بحرية التعبير وحق النشر لكل التوجهات .. ، ولكن السطة – كعادتها في إسكات معارضيها المؤثرين – قامت وتقوم في فترات مختلفة بمحاربة المجالس المباركة وحجب موقعها عن المتصفحين داخل اليمن !
وهذا تصرف خاطىء وحيلة من لا يمتلك الحجة القوية .
كان بإمكان السلطة ( الديمقراطية ) أن تواجِه الحركة وتحارب ما تراه خطأً في أهدافها بطريقة ديمقراطية سلمية أخرى ، دون اللجوء إلى حظر نشر المحاضرات وتجريم من يتداولها .
ألم أقل لكم أن أن الفكر لا يواجَه إلا بالفكر ؟
نعم كان بإمكان السلطة ( الديمقراطية ) أن تقوم بإعداد لجنة خاصة من العلماء والمفكرين والباحثين المختصين في شؤون الحركات الإسلامية لدراسة الحركة الحوثية وما تهدف إليه ، ثم الرد على أتباعها وتفنيد أفكارهم الخاطئة ودحض شبهاتهم السقيمة وتعرية أهدافهم الخطيرة على الدين والوطن كما ترى .
على أن تُنشر هذه الردود مع السماح بنشر محاضرات السيد / حسين الحوثي أيضاً ؛ ليكون الجميع على اطلاع وعلم ومعرفة وإحاطة بالحركة وأهدافها ، وكذلك ما كُتِب ضدها من ردود وتعقيبات ، ثم ليحكم بعد ذلك ، وكان الأولى ،أيضاً ، نشر تلك المحاضرات والرد عليها في أوساط أفراد القوات المسلحة والأمن ؛ ليكون قتالهم لأتباع الحوثي عن قناعة ويقين ورضا تام بدلاً من الزج بهم – مكرهين – في معركة ظالمة وغامضة لا يعرفون أهدافها الحقيقية .
لذلك وغيره فإن استمرار مصادرة المحاضرات وحضر تداولها واعتقال من يقوم بنشرها أعمال تتنافى مع أحكام الدستور والقانون التي تكفل حرية الفكر والتعبير عنه ونشره والدعوة إليه بالطرق السلمية المشروعة .
فعلى السلطة إذاً إن كانت ديمقراطية فعلاً وتكفل حرية الفكر والنشر أن ترفع الحضر فوراً عن محاضرات السيد / حسين الحوثي ؛ ليتعرَّف الناس على حقيقة الحركة الحوثية من مصادر أصحابها
الإثنين 20 أبريل 2009, 12:46 am من طرف ابوهاشم اليماني