"حوث"..
المدينة التي نسي الوقت أسماءها
نسيت، بدورها، طفولة اسمي
المنقوش على صفاة ملساء
في صدرها..
التذكر لا يريد أن يمرَّ بطفولة
الشعر..
النسيان وقت مشروخٌ
على الرفِّ المهجور في الروحْ..
الغربة
نافلة تقربني من ((حوث))..
وتبعدني عن
كآبتها الشائخة.
***
((حوث))..
الملل الذي يعتري الساعة
شيءٌ من الضيافة..
الليل الذي لا يذكرني
بشيءٍ
يقتطع من عمري وقتاً مهدوراً..
لا يبكي شيءٌ على رحيل
شيءٍ آخرٍ منها
وأنا .. أحاول التفتيش عن حنيني
ولا أجد سوى دمعة أمي
تتلهف لرؤيتي آكل من خبزها
المعجون بالحبِّ .
***
((حوث))..
الأصدقاءُ
شظايا زجاجة سقطت
مرغمة.
حين يدعوهم العيد إليها
يغادر بحيرته:
كيف يجمعهم في مقيل واحدٍ
في المرة القادمة..
الأشواق التي نكدسها
توهمنا
أن ((حوث)) تفتقد شيئاً ثميناً
لكننا
نكتشف سريعاً
أن الوطن ليس أكثر من شجنٍ
يتخلق في الغربة.
***
النظارة
تفصلني عن أشياء كثيرة
في ((حوث))
بما في ذلك:
القلوبُ التي كنت أسكنها
لم أكن أعرف إلى أي حدٍ
تكره النظارات.
***
تتكلَّفُ النوافذُ التبسم
حين أمرُّ مستحياً بين الحارات
الفارغة
إلا من الظلال القديمة
نفسها..
نافذة وحيدةٌ
لم تعد تبسم منذ غادرها
طائر الحب.
***
((حوث))
كل الأمكنة لم تزل موقوفة
لمواقيتها المنسية..
ظِلُّ السدرتين لا يغادر ((الصفا))
طوال الليل
لكن الأصدقاء هم الذين غادروا:
حواراتهم
الطموحات الطائرة
أصداء القههات
الممزوجة ((بقعقة الزعقة الحضرمية)).
للوحدة الموحشة ميقاتٌ أكيدٌ
كوحشة الظِلِّ المتجمد
تحت
سدرتين
متقابلتين.
***
((حوث))
ذلك الجرح المنسي في الذاكرة..
يعبر الليل متجاهلاً ملله
النهار يعرف أنه لا يتغير
حين ينعكس من مراياها
العابرون..
يقرأون ((المعوذتين))
وآية الكرسي
حتى يغادروا حدودها.
وأنا
أعرف ماذا تعني
((حوث))
حين أنام مفجوعاً
في مساءات
صنعاء
الباردةْ.