صارم الدين الزيدي عضو مشارك
عدد الرسائل : 306 العمر : 43 الهواية : لا يوجد تاريخ التسجيل : 24/11/2009
| | حـــروب صعدة وسقــوط الأقنعة المزيفة (1). | |
حـــروب صعدة وسقــوط الأقنعة المزيفة (1).
السبت 19-12-2009 02:37 مساء عبدالباسط الحبيشي
بالإضافة إلى أنها أسقطت بشكل نهائي الكثير من أقنعة الزيف ، وقامت بعملية فرز متعددة الجوانب في الداخل اليمني بين المفاهيم الوطنية التي تتشدق بها بعض القوى المتنفذة ومعاني السيادة المشتبكة في الذهن الشعبي اليمني بصفات الإرتزاق والإرتهان والعمالة وشعرة معاوية الفاصلة بين الوطنية والخيانة ، فقد فضحت حرب صعدة مجدداً البون الشاسع بين الشعوب العربية المغلوبة على أمرها وعصاباتها الحاكمة المرتبطة بأجندات تابعة لقوى عالمية متسلطة .. وأكذوبة الشعارات الدولية إبتداء من حقوق الإنسان وإنتهاء بالديمقراطية. ولكي نوضح أبعاد هذا الفرز في مقالة ، رأينا تقسيمها إلى عدة مقالات قصيرة لنتمكن من توضيح الإشكاليات الناتجة عن هذه الأبعاد المختلفة مع صب إهتمامنا على خلاصة الخلاصات الناتجة عن سيرنا المتأني في الدهاليز المظلمة لخارطة السياسات اليمنية وإرتباطاتها المشبوهة بالقوى الخارجية.
على مستوى المشهد اليمني
الحوثيون وأنصار الحوثيين وحالياً "بأنصار الله" هم شريحة واسعة من المجتمع اليمني وضعتهم الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية البائسة المفروضة على اليمن من قبل الحاكم صالح ، بصرف النظر عن أبجديات وملابسات هذه الظروف التي ليس مقام تفصيلها هنا ، في موقع الدفاع عن أنفسهم بداية ، ثم شرف الدفاع عن اليمن والشعب اليمني بأكمله ثانياً. هذا الموقع ، وبصرف النظر أيضاً عن المذهب أو الطائفة أو الفكر او الحزب السياسي الذي ينتمون إليه ، هو نتاج معاناة إنسانية بكل المقاييس تحملها الشعب اليمني بأكمله منذ ثلاثة عقود وسنه عندما تسلم الحاكم الحالي مقاليد الحكم في اليمن بعد مؤامرات دنيئة وخسيسة تمت بإدارة وإشراف النظام السعودي.
إنطلاقاً من هذه الخلاصة ونتيجة لإفرازاتها توصلنا إلى الآتي:
1- أن الشارع اليمني بمخلتف قطاعاته الشعبية يقف قلباً وقالباً مع (أنصار الله) ، رغم تسخير كل القوى الإعلامية الرسمية ومن يلف لفها ويدور في فلكها في الداخل والخارج على تشويه صورتهم وقضيتهم ورسالتهم النبيلة ، وهذا ما جعلهم يصمدون طيلة هذه الفترة من الحروب أمام الآلة العسكرية الشرسة للحاكم صالح وجيش آل سعود المدعومة خارجياً بل وجعلهم يحققون إنتصارات ميدانية مذهلة بإذن الله. 2- أن القوى من التكوينات المشيخية بشقيها القبلي والديني المدعومة مالياً من آل سعود طيلة الثلاثة العقود الماضية تقف جميعها مذهولة ومرتبكة ومشتتة نفسياً وذهنياً بعد أن سقطت آخر أقنعتها حيال هذا الصمود في صعدة وفشلت كل محاولاتها بشتى سبل الدس الرخيص وأساليب الخديعة والخيانة أن تتصدى لهذه المقاومة الشريفة. 3- تم شراء ومصادرة الأصوات الوطنية للقاء المشترك (إئتلاف أحزاب المعارضة اليمنية) ، بإستثناء بعض القيادات الوطنية من التنظيم الوحدوي الناصري والحزب الإشتراكي وغيرهما ، بسبب الضغط والتخويف والتهديد والإبتزاز الرخيص الممارس ضدهم يومياً من قبل السلطة وقيادات في التجمع اليمني للإصلاح أكبر الأحزاب المعارضة الذي يقود المشترك ويسيطر عليه نافذون لصالح نظام الفساد وشخصيات مشيخية قبلية لها إرتباطات خارجية لا سيما مع حكام نجد والحجاز التي وقفت حجر عثرة أمام تطور اليمن منذ بزوغ ثورته في 1962 وحتى الآن ، وأخرى دينية سلفية وهابية تابعة للمشيخة الوهابية في دولة نجد والحجاز ولها عزوة وسطوة ونفوذ على المواطنيين الطيبين. وبسبب هذه القيادة المبطنة (للقاء المشترك) ، الذي كانت فكرة إنشائه مبنية على أساس خلق تكتل كبير في مواجهة ومقارعة الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) رغم التباين في أيديولوجيات الأحزاب المنضوية في إطاره ، لكن ما أثر على حركة هذا الإئتلاف المشترك وأحبط مقاومته بادئ ذي بدء هو إغتيال مؤسسه القيادي في الحزب الإشتراكي المناضل الشهيد جارالله عمر في 28 يناير 2002 بعد إلقاء خطابه مباشرة خلال إفتتاحية مؤتمر حزب الإصلاح في عقر دار الإصلاح ، وقيل عن القاتل المتطرف بعد ذلك أنه مختل عقلياً ، فتمكن هذا الحزب من السيطرة الكاملة على بقية الأحزاب السياسية المنضوية في إطار الإئتلاف الذي تم تجيير طموحاته الوطنية التي تأسس من أجلها لصالح الحزب الحاكم وحليفه حزب الإصلاح الذي تمكن بعد ذلك من حقن الإئتلاف بمخدرة قوية شلت حركته رغم كل الكوارث السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يرتكبها نظام التبعية والفساد في حق المواطنين على مستوى الساحة اليمنية. ونتابع البقية لاحقاً في الجزء الثاني من المقال. bassethubaishi@yahoo. com
http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=1927
| |
|